الثلاثاء، 28 يناير 2014

الطلاق : أسبابه و أحكامه و مقاصده

الطلاق : أسبابه و أحكامه و مقاصده
I- الطلاق: مفهومه وأنواعه وأحكامه.
1- مفهوم الطلاق
إن استقرار الحياة الزوجية غاية من الغايات التي يحرص عليها الإسلام،وعقد الزواج إنما يعقد للدوام والتأبيد وهو من أقدس الصلات وأوثقها وسماه الله بالميثاق الغليظ.ولكن في حالة استحالة العشرة بين الزوجين،واستحالة العلاج يأتي الطلاق كمخرج لزواج فاشل لايحقق أهدافه.
- فالطلاق :
 لغة: مأخوذ من الإطلاق وهو الإرسال والترك.
وشرعا هو: « حل ميثاق الزوجية، يمارسه الزوج والزوجة، كل بحسب شروطه تحت مراقبة القضاء.»  مدونة الأسرة المادة 78

2- أقسام الطلاق بالنظر إلى الآثار المترتبة عليه

ا- الطلاق الرجعي وأحكامه.
الطلاق الرجعي هو: «الذي يوقعه الزوج على زوجته التي دخل بها حقيقة،ولم يكن مسبوقا بطلقة أصلا أو كان مسبوقا بواحدة يملك فيه الزوج حق الرجعة داخل العدة» لقوله تعالى(وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا( البقرة 228.
-أحكامه: 1- وجوب العدة على المطلقة وهي «المدة التي تتربص فيها المرأة المفارقة لزوحها » ثلاثة قروء للحائض أو ثلاثة أشهر لليائسة والصغيرة باستثناء المطلقة قبل الدخول. وهنا أمورلابد منها:
- إقامة المطلقة في بيت الزوجية.
- يجوز للزوج الدخول والخروج عليها فإن مسها اعتبر ذلك رجعة ويجب توثيقها.
- وجوب النفقة للمطلقة داخل العدة.
- الإرث المتبادل بينهما في حالة موت أحدهما أثناء العدة.

ب - الطلاق البائن وأحكامه
الطلاق البائن هو:« الذي لايحق فيه للزوج مراجعة مطلقته إلا برضاها وبصداق وعقد جديد فيصبح كخاطب من الخطاب» وهو نوعان:
1- الطلاق البائن بينونة صغرى: وصوره:
- الطلاق الرجعي الذي انقضت عدته.
- الطلاق قبل الدخول.
- طلاق الخلع (يكون مقابل مال تدفعه الزوجة)
- الطلاق الذي يوقعه القاضي باستثناء التطليق للإيلاء أو عدم النفقة.
2- الطلاق البائن بينونة كبرى : وهو الطلاق المكمل للثلاث ،فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره نكاحا شرعيا بنية الدوام ويتم الدخول بها فعلا ويحرم كل تحايل على ذلك .ففي الحديث الشريف عن عبد الله بن مسعود t قال:« لعن رسول الله e المحلل والمحلل له » فزواج التحليل محرم وصاحبه ملعون ويدخل ذلك في باب الزنا المحرم.
II – مقاصد تشريع الطلاق وآدابه الشرعية.
ا- الحكمة من الطلاق ومقاصده.
الإسلام  يكره الطلاق وينفر منه كما جاء في حديث عبد الله بن عمرt أن رسول الله e قال:«أبغض الحلال إلى الله الطلاق».إلا أنه أحيانا يصبح حلا لامفر منه 
ومن حكمه ومقاصده :
- تلافي الأضرار الناجمة عن زواج فاشل يكون لبقائه واستمراره انعكاسات سلبية على الأسرة والمجتمع.
- اتسام الإسلام بالواقعية حيال الطوارئ  فقد يصاب أحد الزوجين بمرض عضال، أو يكون سيء الخلق، أو تكون المرأة غير عفيفة، أو لاتقوم بحقوق الزوج......الخ.فيأتي الطلاق لإزالة الضرر الواقع. « الضرر يزال شرعا ».
- أن من الطبائع ما لايألف بعض الطبائع، فكلما اجتهد في الجمع بينهما زاد الشر والشقاق  وتنغصت المعايش فيكون الفراق أفضل.

ب- الآداب الشرعية الواجب الالتزام بها في الطلاق.
1- آداب إيقاع الطلاق:
- طلاقها واحدة رجعية  -  كونها طاهرة لم يمسها فيه الزوج
- وقوعه في حالة هدوء لا في حالة الغضب والشقاق
2- آداب الطلاق أثناء العدة :
- بقاء المطلقة في بيت الزوجية حتى انتهاء العدة رغبة في الرجعة
-  أداء حقوق المطلقة كاملة دون نقص.
- التلطف مع المطلقة وعدم التنقيص أو التعنيف لها وتطييب خاطرها بهدية.
3- آداب الطلاق بعد الانفصال :
- حسن المعاملة وأداء النفقة والحقوق كاملة دون إلجائها إلى المحاكم.
- الستر وعدم إفشاء أسرارها « فمن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة »  قال تعالى« ولا تنسوا الفضل بينكم »
III – الآثار الاجتماعية والتربوية للطلاق.

ا- آثاره على المطلقة
ا- من الآثار التربوية والاجتماعية الواقعة على المرأة المطلقة :
- العوز المالي والفقر الذي قد يصيبها خاصة إذا لم يكن لها مورد رزق مستقل أو عائل آخر.
- الشعور بالخوف والقلق من المستقبل وتراكم الهموم والأمراض النفسية عليها.
- تضاؤل الآمال في الزواج مرة أخرى نظرا للاعتبارات الاجتماعية والتقاليد المترسخة
- تصبح عرضة لأطماع الناس وللاتهام بالانحرافات الأخلاقية.
ب- آثاره على المطلق
 من الآثار التربوية والاجتماعية الواقعة على الرجل المطلق:
- كثرة التبعات المالية السابقة واللاحقة .
- التعرض للإصابة بالأمراض النفسية وسيطرة الأوهام السيئة على تفكيره مما يؤثر سلبا على توازنه الاجتماعي .

ج- آثاره على الأولاد
 من الآثار التربوية والاجتماعية الواقعة على أولاد المطلقين:
- الحرمان العاطفي ونقص حنان أحد الأبوين مما قد يؤدي إلى انحرافهم.
- معاناة صدمة تفكك الأسرة ومخاصمات الأبوين والتي تؤدي إلى تشردهم ووقوعهم في أيدي المجرمين وارتمائهم في أحضان المخدرات.
- تأثير الطلاق على صحة الأولاد النفسية والجسدية مما يؤثر سلبا على شخصيتهم وقدراتهم. 

التفكر في الكون و أثره في ترسيخ الإيمان،آيات الأنفس و الآفاق

الدرس| ملخص الدرس | الدرس بصيغ أخرى | مواقع إضافية |

More Sharing ServicesPartager| Share on facebookShare on twitterShare on emailShare on print
التفكر في الكون و أثره في ترسيخ الإيمان،آيات الأنفس و الآفاق

 أولا:   التفكر: مفهومه وحدوده وفوائده
إن من العبادات التي هجرها الكثيرون في هذا الزمان عبادة التفكر في آيات الله تعالى الكونية  التي دعا إليها القرآن والسنة النبوية والسلف الصالح. وهذا الهجر سبب خللا في الوعي الإسلامي..إذ أصبحنا نهتم بأمور هي دون عبادة التفكر في الاعتبار الشرعي والفائدة المرجوة.
* مفهوم التفكر: التفكر : هو دراسة الأشياء و تحليلها ، و من ثم ربطها بالحقائق الموضوعية ، بما يتناسب و العقل و المنطق الصحيحين ، و بالتالي يتوافق و يتطابق مع العلوم الصحيحة على اختلافها قال الرسول الكريم في حديث شريف و صحيح : (( لا عبادة كالتفكر ، تفكر ساعة خير من عبادة ستين عاماً)) و في رواية أخرى للحديث ... (( سبعين عاماً)).
التفكر لغة: مأخوذ من - ف ك ر – التي تدل كما يقول ابن فارس: على تردد القلب في الشيء، يقال تفكر إذا ردد قلبه معتبرا، ولفظ التفكر مصدر لتفكر . وجاء في لسان العرب : الفكر والتأمل وإعمال الخاطر في الشيء.
واصطلاحا: تصرف القلب في معني الأشياء لدرك المطلوب. وهو التدبر والاعتبار. وهو عبادة تمارس بالقلب والعقل وتشترك فيها الحواس.
والتفكر في أي موضوع من المواضيع يعني إعمال الفكر إعمالا واسعا وعميقا ومنظما. وهو زناد القلب، وغذاء الروح، وروح المعرفة، ودم الحياة الإسلامية وروحها وضياؤها.
التفكر عبادة فعلها الأنبياء وواظب عليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كانت عبادته قبل البعثة حياة نفكر وتعبد لله . قالت عائشة رضي الله عنها.كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه، وهو التعبد الليالي أولات العدد).     
* حدود التفكر: يقول تعالى قي سورة آل عمران: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190} الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {191} ، فالله تعالى دعا المومنين إلى التفكر والتأمل. في مخلوقاته، وحثهم على المواظبة عليه . وبينت لنا السنة النبوية المجالات التي يجب أن نعمل الفكر فيها، قال صلى الله عليه وسلم
" تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في ذاته، فإنكم لن تقدروا" لأن التفكر في نعم الله هو شرط معرفة الله ومحبته، أما التفكر في ذاته فهو فوق طاقة الإنسان .
* شروط مساعدة على التفكر: ينبغي للمسلم أن لا نكون نظرته عادية،  نظرة سطحية لظواهر الأشياء،  بل نظرة عبادة  نظرة عميقة تحمله من الظاهر المشهود إلى الباطن المحجوب ، ومن معرفة المخلوق على معرفة الخالق سبحانه الذي خلق الكائنات وأبدع النظام الذي تسير عليه ، يقول تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ } لملك3 ويقول أيظا: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً } الطلاق12  . ولكي يبلغ المؤمن هذه النظرة  يحتاج إلى مجموعة من الشروط أهمها:      - التقوى وترك الفضول والقول. - المداومة على تدبر القرآن الكريم. - المداومة على الاعتبار وتذكر منازل الآخرة.  - المداومة على إعمال العقل  والتأمل.- طلب العلم وإعمال النظر فيه وتعليمه للناس.
* فوائد التفكر: التفكر في نظام الكون وأجزائه يورث فوائد كثيرة منها:
- الاتصال الدائم بالله تعالى: لأن التفكر عبادة لله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله، يورث الخشية والخشوع ودوام التوجه إليه.  
- تكثير العلم واستجلاب المعرفة: العلم هو الثمرة الخاصة للتفكر، وإذا حصل العلم في القلب تغير حال القلب، وإذا تغير حال القلب تغيرت أعمال الجوارح إلى الأحسن والأفضل.
- ترسيخ الإيمان وتنميته إلى درجة اليقين: التفكر في خلق الله، ودراسة الظواهر المختلفة، يرسخ الإيمان ويبلغ به درجة اليقين .
- مخافة الله والشعور برقابته: عندما يشعر الإنسان بمخافة الله ، ويحس بدوام وجوده معه، فهذا يبعده عن المعصية ، ويصرفه عن السقوط في الجريمة والفساد{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران
- محبة الله تعالى: فأصل المعرفة التفكر، وثمرة المعرفة المحبة، والمحبة غاية كل مؤمن صادق. ومحبة الله تحصل من التفكر في النعم لأن النفس مجبولة على محبة من أحسن إليها، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي).
ثــانــيا:    التفكر منبع الإيمان ومنار الأعمال
أقسام التفكر:   يقول تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21. أصل الخير والشر من قبل التفكر، والفكر يمكن إعماله فيما يصلح حال الإنسان أو يفسده ، وانفع أنواع التفكر على أربعة أقسام:
1-      التفكر في صفات الله وأفعاله لا في ذاته: يستحب التفكر في صفات الله تعالى وفي مخلوقاته انطلاقا من المنهج الذي رسمه القرآن الكريم والسنة النبوية
والسلف الصالح ، ويحرم التفكر في ذات الله وكيفيته لأن ذلك لا يؤدي بالإنسان إلى نتيجة أو علم، لأن الإنسان لا يستطيع إدراك كنه ذات  الله تعالى لأنه عاجز عن معرفة كنه الروح الت هي إحدى مخلوقاته.
2-      التفكر في الكتاب: الله سبحانه يدعو عباده إلى تدبر كتابه والتفكر في معانيه. {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً
كَثِيراً}النساء82
3-      التفكر في أمور الآخرة: التفكر قي الآخرة وشرفها ودوامها، وفي الدنيا وخستها وفنائها، يثمر الرغبة في لآخرة والزهد في الدنيا. و كلما ازداد علمنا
 بتفاصيل اليوم الآخر مالت قلوبنا أكثر نحو الصلاح واجتهدت جوارحنا في فعل الخيرات وتركم المنكرات. 
4-      التفكر في الموجودات: الكون كتاب مفتوح يورث التفكر فيه اليقين بعظمة خالقه ويوثق الصلة بالله سبحانه وتعالى، والاتصال بالله يسبب استقامة
التفكير ونبله، وصقل الروح وسموها.
ثــالثا:  نماذج للتفكر في الأنفس والآفاق
يقول تعالى{ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ{20} وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ{21} وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }الداريات التفكر في خلق الله يشمل:
1-      التفكر في الآفاق / الكون(أياتن الله في السماوات والأرض):      أنظر الكتاب المدرسي
في القرآن الكريم آيات كثيرة يستشهد بها الحق سبحانه على صدق وحيه منها قوله تعالى{ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ}. ومن ذلك آيات الله  في الأرض الدالة على طلاقة قدرته، وعظيم حكمته، وإحاطة سلطانه وعلمه .إن الآيات الناطقة بالإعداد الدقيق لهذا الكون المذهل ولهذه الأرض ليكونا مهيأين لحياة الإنسان كثيرة لا تعد ولا تحصى . ونقتصر هنا على ما يأتي:
{قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }يونس101
2-      التفكر في آيا ت الأنفس( خلق الإنسان في ضوء الكتاب والسنة):     أنظر الكتاب المدرسي
{أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى{36} أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ تمْنَى{37} ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى{38} فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى{39} أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى{40} }القيامة36
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ{12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ{13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ{14}

الطلاق-أنواعه-العدة

الطلاق-أنواعه-العدة
- النصوص :                                                                                        
- يقول الله تعالى : "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" . سورة البقرة الآية 229 .
- يقول الله تعالى : "ياأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن" . سورة الطلاق الآية 1 .
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا نذر لإبن آدم فيما لايملك، ولاعتق له فيما لايملك، ولاطلاق له فيما لايملك". رواه الترميذي.
II- الطلاق : تعريفه – حكمة مشروعيته – حكمه.   1- تعريف الطلاق لغة هو إزالة القيد وحل الوثائق واصطلاحا هو حل رابطة الزواج بلفظ صريح كأنت طالق.    2- حكمة مشروعيته : قد يمنع الزواج من تحقيق هدفه إما لعيب أحد الزوجين أو لتنافر طباعهما مما تصبح العلاقة بينهما مستحيلة.     3- حكمه : تعتريه الأحكام الخمسة فيكون أحراما : إذا كان بدعيا.    ب- واجبا : في حالة اللعان أو الزواج الفاسد.   ج- مندوبا : إذا كانت الزوجة غير عفيفة وخاف الزوج من تدنيس شرفه.    د- جائزا : إذا كان الزوج غير قادر على النفقة على زوجته ويقع الطلاق باللفظ أو الكتابة أو الإشارة حسب القدرة.
III- سبل إتقاء الطلاق – قيوده – أنواعه.    1- سبل إتقاء الطلاق : عن طريق :   أ- النهج والإرشاد : عن طريق الحكمة والموعظة الحسنة ثم بالهجر إذا لم يثمر الهجر     ب- الصلح : ويكون بطلب من أحد الزوجين في حالة خلاف بينهما.    ج- تدخل بعض أفراد العائلة : عند تفاقم المشكل يجوز تدخل بعض أفراد العائلة سواء من طرف الزوج أو الزوجة.      2. قيوده : أ- أن يتم الطلاق في ظهر وأن لايلمس الزوج امرأته في هذا الطهر.    ب- أن يكون متفرقا حتى يستوفي الثلاث.    ج- أن يكون رجعيا.      د- تحريم الطلاق في فترة النفاس.    هـ- لايعتمد بطلاق السكران الطافح والمكره والغضبان إذا اشتد غضبه والحالف اليمين أو الحرام والطلاق المعلق على فعل شيء أو تركه.   و- الإشهاد على الطلاق.    ز- بقاء المطلقة في بيت الزوجية مدة العدة .    3. أنواع الطلاق :  أ- ينقسم إلى قسمين من حيث موافقته لسنة : - الطلاق السني : هو الموافق لسنة النبوية الذي تتوفر فيه الشروط التالية :         * أن يطلق الرجل زوجته وهي طاهر.   * أن يطلقها قبل أن يجامعها في الطهر.   * أن يطلقها طلقة واحدة.         * أن لايطلقها طلقة أخرى أثناء العدة.    – الطلاق البدعي : وهو الذي إختزل فيه شرط من الشروط السابقة.         ب- ينقسم إلى قسمين من حيث نوع الفراق :  - الطلاق الرجعي : وهو الذي يحق فيه للزوج أن يراجع زوجته داخل مدة العدة بدون إذن وليها.    – الطلاق البائن : وهو الذي لايحق فيه للزوج أن يراجع زوجته إلا بإذن وليها وبرضاها وصداق وعقد جديدين وينقسم بدوره إلى قسمين : * بينونة صغرى : حكمها حكم ابتداء النكاح ولا يشترط فيه انقضاء العدة.    * بينونة كبرى : لايحق فيه لزوج استرجاع زوجته إلا بعد أن تتزوج من رجل آخر زواجا شرعيا بنية الدوام.    ج- وينقسم إلى 3. أقسام من حيث الجهة.    – الطلاق : يكون بيد الزوج وبطلب منه.    – التطليق : يكون بيد القاضي وبطلب من الزوجة لرفع الضرر.    – التطالق : وهو الذي يكون بإرادة الزوجين معا.   4. الآثار المترتبة عن الطلاق :   - إقامة الزوجة في بيت الزوجية أثناء فترة العدة ودعوى التطليق.  – حق التمتع للمطلقة لأن الزوج ملزم بتمتيع مطلقته.   – حق النفقة على الزوجة بمجرد الدخول وتسقط هذه النفقة بوفاة الزوج أو الإبراء منها أو بخروج المطلقة رجعيا من بيت عدتها دون عذر.    – التوارت بين الزوجين في الطلاق الرجعي.
IV- العدة :  1. العدة وحكمتها : العدة واجبة مهما كان الزواج هي المدة الشرعية التي جعلت دليلا على براءة الرحم وقد شرعت لتحقيق عدة مصالح منها : - الحفاظ على الأنساب من الإختلاط.   – إمكانية تراجع الزوجين على الطلاق.  – عدم الإساءة لذكرى الزوج المتوفى أو أقاربه.   2. حكم العدة : العدة واجبة بنص القرآن والسنة.         3. متى تجب العدة :  أ- عند وفاة الزوج سواء قبل أو بعد الدخول.   ب- إذا فسخ العقد بعد الدخول لفساده.         ج- عند الطلاق أو التطليق أو التطالق.    وتبتدئ العدة من تاريخ الطلاق أو التطليق أو الوفاة أو الفسخ.   4. مدة العدة : تختلف من حالة لأخرى.     أ- عدة الحامل : حتى تضع حملها سواء كان مطلقة أو أن زوجها متوفى.      ب- عدة المتوفى عنها زوجها : أربعة أشهر وعشرة أيام.   ج- المطلقة قبل الدخول : لا عدة لها .   د- إذا طلقت بعد الدخول :  - إذا كانت تحيض : عدتها 3 أقراء.    – إذا لم تكن تحيض : عدتها 3 أشهر.


 
 
  


  الدرس بصيغ أخرى :
 

حفظ الضروريات الخمس

حفظ الضروريات الخمس
 النصوص :                                                                                       
- قال الإمام أبو حامل الغزالي : "إن مقصود الشرع من الخلق خمسة : وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسبهم ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة..." المستصفى – ج 1 ص 284     - الضروريات تبيح المخطورات من الحاجيات، والحاجيات تبيح المحضورات من التحسينات" قاعدة أصولية.

الكليات الخمس :
1- تعريفها :
هي التي لابد منها للإنسان أو هي الكليات التي يتوفر على وجودها صلاح الإنسان في الدنيا والآخرة.    
2- أقسامها :  
أ- الدين : وهو كل ما شرع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وللحفاظ على الدين شرع الإسلام الجهاد ونهى عن الردة.   ب- النفس : الحياة نعمة وهبها الله تعالى لخلقه لذلك حرم الاعتداء عليها بخير حق فحرم القتل وأوجب الذية والكفارات.    ج- العقل : أداة للوعي والتفكير والتدبر لذلك حرم ما يعطل وظيفته كالإسكار وفرض طلب العلم النافع.    د- النسل : شرع الإسلام الزواج وحرم الزنا والقذف.         هـ- المال : نعمة وهبها الله لعباده ودعاهم لتحصيلها بالطرق المشروعة وحرم الربا والغش الإحتكار...إلخ
 التعارض بين المصالح وإختلاطها بالمفاسد :
1- تقديم الأولى عند التعارض :
- عند تعارض الضروريات نقدم الأولى منها : الجهاد واجب للحفاظ على الدين مع أنه فيه إعتداء على النفس.   – عند تعارض الضروري والحاجي والتحسيني نقدم الضروري : الصلاة ضرورية واستقبال القبلة مكمل لها ولا تسقط صلاة بالعجز عن إستقبال القبلة.     – يقدم الحاجي على التحسيني.   – يقدم الضروري من باب أولى على التحسيني : أكل الطعام ضروري على النفس وعدم أكل الميتة أمر تحسيني.   
2- إختلاط المصالح بالمفاسد. 
أ- تعريف : المصلحة هي المنفعة والمفسدة هي المضرة.   ب- اختلاط المصالح بالمفاسد :  - مجموعة من الأفعال تختلط فيها المصلحة بالمفسد فنقدم الراجح منهما.    – عند تساويهما يكون ذرأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة.   ج- الشريعة كلها رحمة.    – التكاليف الشرعية فيها نوع من المشقة لكنها مقدورة للإنسان.    – التكاليف الشرعية تسقط عن المكلف عند إنتقاء 

أصول المعرفة الإسلامية:1 القرآن الكريم


أصول المعرفة الإسلامية:1 القرآن الكريم


أصـــــــول المعرفـة الإسـلاميــة : القرآن الكريـــــم


مفـهوم القرآن الكريم

وسائــــلها

أصولـــــــــها


مفهوم المعرفة

لغة : مصدر قرأ.
اصطلاحا : كلام الله الذي نزل به الروح الأمين على محمد صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى، المتعبد بقراءته ، المنقول  إلينا بالتواتر كتابة ومشافهة ، المدون بين دفتي المصحف ،المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس .
*العقل : به يدرك الانسان العلاقات بين الاشياء، ويستنتج الافكار المجردة ، ويبتكر أشياء جديدة.
* الحواس المختلفة .
*الوحي : ويشمل القرآن الكريم والسنة النبوية واجتهاد العلماء الاية(59 من سورة النساء).
لغة : مصدر من عرف أي علم
اصطلاحا : التصورات الذهنية التي
يكونها الإنسان عن الوجود بما فيه الإنسان نفسه.

مجالات  حقائـق القرآن الكـــريـم المعرفيـــــــــة.
عالم الشهادة.
عــــالــــــــــم الغـــــــــيــب
أمثـــــــــلــــــة.
مفـــــــــهــــــومه
أمثـــــــلـــة.
مفهــومه
آيات الانفس والافاق ويشملان كل ما يقبل الملاحظة والدراسة في هذا الكون.
يشمل كل ما تدركه حواس الانسان وعقله مما لا يدخل في الغيبيات
- وجود الله تعالى.
-الملائكة والجن، والجنة والنار، ويوم القيامة، وعذاب القبر ،وغيرها..
*خبرالوحي بشأن هذه المغيبات خبر يقيني قاطع، ينبغي الإيمان به.
وهو ما استأثر الله بعلمه ولم
يطلع عليه أحدا من  رسوله.
(الآيتان 26 و 27 من سورة الجن ).
نمــــــــاذج معـــــــرفيـــــــة في القــــــرآن الكــــــــــــريـم

الفـــــــــلـــــــــــك
علوم الحيـــــــــاة والارض
التـــــــاريـخ
-ذكرالله تعالىفي القرآن الكريم الشمس و القمر و النجوم.
-الإشارة إلى حقائق فلكية لم يكن الناس يعلمها مثل : جريان الشمس ، وأن لها مستقر تأوي إليه.
وأن الظلام هو الأصل وأن الحادث هو النهار......
(سورة يس/الآيات37-40)
-تقديم القرآن الكريم لحقائق مهمة تخص: خلق الإنسان ، و مراحل تكوين الجنين ،و عالم الحشرات كالنحل و النمل .
(سورة الطارق /الآيات 5-7)
(سورة النحل/الايتان 68-69)
تناول القرآن الكريم عددا من الأحداث التاريخية مثل: خلق آدم عليه السلام ،وأخبار الرسل عليهم السلام مع أقوامهم ، وقدم تفاصيل دقيقة حول تلك الآحدات ،و تكمن أهميتها في :-صحة تبوثها لآنها صادرة عن الله عز وجل.
-تركيز القرآن الكريم على الآحداث التي يمكن للإنسان أن يتعظ و يعتبر منها.
ماذا يترتب عن اتخاذ القرآن الكريم أصلا للمعرفة

أن يكون القرآن أصلا للتربية و التعليم
أن يكون القرآن منطلق الدراسات و الأبحاث
ألا يقدم على القرآن شئ من كلام البشر
لأن أول مابدئ به الوحي هو" إقرأ"، ولأن الاستخلاف في الأرض لا يتم إلا بالتربية و التعليم.
لأنه يتضمن معلومات و إشارات يجب أن تتخذ اساسا يبني عليه البحث.

نموذج تطبيقي لقولة فلسفية حول الغير

 نموذج تطبيقي لقولة فلسفية حول الغير

مُساهمة من طرف hagouch omar في الأربعاء يناير 05, 2011 11:44 pm
يجب أن أرجع إلى ذاتي حين أريد معرفة الغير، فلا يمكن لي أن أفهم خوفه وكآبته وانفراده وأمله وحبه إن لم أشعر بخوفي وكآبتي وانفرادي وحبي، فإذا لم أشارك الغير مشاعره، فإنني سوف لا أستطيع أن أعرف عنه الكثير” (إريك فروم) اشرح مضمون هذه القولة وبين حدودها.






—————————————-







** تثير هذه القولة موضوعا ينتمي لصميم الفلسفة الحديثة، على الأقل ابتداء من الفيلسوف الألماني هيجل، وهو موضوع الغير، وبالتحديد المسألة المتعلقة بمعرفته. ويتلخص موقف صاحب القول أو أطروحته في اعتقاده بأن الغير لا يقبل المعرفة إلا عبر تجربة الذات. فهل معرفة الغير ممكنة أو مستحيلة؟ وإن كانت ممكنة، وهو ما يدل عليه موقف هذا الفيلسوف، فبأية وسيلة تتم؟ هل باعتماد الذات كمرجع ومنطلق وأساس؟ هل بمشاركة الغير مشاعره المختلفة؟ وهل هذا أمر ممكن إذ يفترض تشابها وتماثلا في التجربة بين الغير والذات؟ إذا كانت معرفة الأشياء والحيوانات لا تطرح مشاكل فلسفية فإن ذلك يعود لكونها معرفة ممكنة ومجربة ويمكن التحقق علميا عبر تاريخ العلوم من صدقها وصلاحيتها، وهذا يعني أن الإنسان كذات مفكرة وواعية جربت معرفة المواضيع الخارجية التي لا تتميز بالمميزات الإنسانية ونجحت في التحكم فيها. إلا أن الغير، أي الإنسان الآخر الذي يقابل الذات هو الموضوع الشائك والذي لا يقبل أن تطبق عليه المناهج والطرق التي تم استعمالها في معرفة المادة بكل أنواعها. وحينما يتحدث صاحب القولة عن الإنسان ذاتا أو غيرا من باب المشاعر والعواطف (خوف، كآبة، انفراد، أمل، حب… ) فإن ذلك يعني أن الإنسان لا يحدد ولا يعرف بالجسم، لأن الجسم أمر مشترك بينه وبين الحيوانات، كما أن الطب والتشريح نجحا منذ زمن بعيد في معرفة الجسم ومعالجة أمراضه والتحكم في سيروراته. إن الإنسان المتمثل في الغير هو قبل كل شيء وعي وفكر ومشاعر، لذلك فصاحب القول يرى أن اعتبار الذات مرجعا ومنطلقا لمعرفة الغير هو الحل الوحيد لتحقيق ذلك، لأن الوعي يظل أمرا متميزا رغم وجوده داخل هذه الكتلة اللحمية التي هي الجسم، فالوعي لا يرى ولا يلمس، كما أنه متغير وله فعل وليس منفعلا فقط. والعودة إلى الذات لا تعني إلا نوعا من المشاركة في المشاعر والأحاسيس. فالعزلة أو الإنفراد مسألة إنسانية حيث لا يشعر الشجر أو الحجر بالعزلة بل حتى الحيوانات فهي تحتاج للتواجد في قطيع وليس في جماعة، وذلك لسبب غريزي، بينما الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعاني نفسيا وعقليتا من العزلة (ولنتأمل مغزى السجن). كما أن الحب والأمل والخوف والكآبة هي أمور لا تتعلق بما هو مادي أو طبيعي بل أساسها الثقافة والجماعة والوعي والمشاكل المرتبطة بالموت والأصل… إن كل هذه الخصائص لا يمكن إدخالها لمختبر أو ضبطها بآلات وحواسيب أو تحليلها كيميائيا… إن الحل الوحيد لمعرفة الغير هو أن ننطلق من مشاعرنا التي هي مشاعره، وأن ننطلق من تجارنا الذاتية التي تفتح لنا أسرار تجاربه. إن الحجج والأدلة كثيرة على صحة موقف صاحب القولة، فعلوم النفس لم تتمكن من إيجاد مناهج دقيقة لمعرفة الذات البشرية بل انحصر دورها في معالجة الخلل دون أن تستطيع تقديم وصفة عامة للجميع. كما أن وجد الأدب والسينما يدللان على أنها وسيلتان أساسيتان للدخول إلى أعماق الذات الإنسانية. لكن، هل هذا الموقف الفلسفي يحظى بإجماع الفلاسفة؟ ألا توجد مواقف مخالفة تشكك في إمكانية ما يدافع عنه صاحب هذه القولة؟ هناك من الفلاسفة من يدافع خلافا للموقف السالف عن استحالة معرفة الغير بالاعتماد تحديدا على الذات وتجاربها لأن ذلك لا يعني إلا تجاهل خصوصيتها والاعتداء على ما يميزها. فغاستون بيرجي مثلا يشبه الذات بسجن مغلق، وبعالم سري وبقلعة حصينة لا يمكن لأحد ولوجها. فكيف يمكن أن ننطلق من تجربة خاصة لمعرفة تجربة خاصة أخرى؟ إن هذا الأمر بالنسبة له هو نوعى من الإسقاط وإغراق في الذاتية، وتجاوز لحدود الذات ومميزاتها. فبالرغم من أن الحزن والكآبة والعزلة والحب مشاعر مشتركة بين البشر فإنها رغم ذلك لا تعاش بنفس الطريقة ولا بنفس الحدة ولا لنفس الأسباب. فلو كانت مجرد معطيات غريزية لما وجد إشكال بصددها أصلا، وبما أنها معطيات ثقافية فإن الاختلافات في الإحساس بها وعيشها هي بالتحديد ما يميزها. ولعل ما لبرانش هو الفيلسوف الذي وقف موقفا مناقضا لموقف صاحب القولة حيث دعا إلى عدم الاعتماد على المشاعر الذاتية لمعرفة الغير. بل ذهب إلى حد عجز الذات عن الإحساس بالألم الجسدي للغير كصديق، لأنها في مواساتها له لا تشعر بنفس الألم الذي يشعر به، فالغير يتألم لسب معين بينما الذات لا تتألم إلا لتأثرها بألم الغير. في نظري الشخصي، تعتبر مسألة معرفة الغير مسألة شائكة ومعقدة يتداخل فيها الموضوعي بالذاتي والعقلي باللاعقلي، لذلك لا بد من أخذ كل المصادر التي تيسر معرفة الغير بعين الاعتبار، أي التجارب المختلفة، منجزات العلوم، الإبداعات الفنية وكذا التجارب الخاصة بالذات دون أن يؤدي ذلك لحرمان الغير من خصوصياته واختلافاته. وفي الأخير يمكن أن أستنتج أن موضوع معرفة الغير يهدف إلى تحصين خصوصية الإنسان من كل المحاولات التي تهدف إلى تنميطه وجعله موضوعا عاديا أو مجرة آلة طبيعية يمكن التحكم فيها عبر المعرفة ولنا في الخيال العلمي خير دليل على ذلك.

فلسفة ومذاهب

الفلسفة التجريبية:مذهب يعتبر أن التجربة هي أساس كل معرفة ممكنة. و يدل مفهوم التجربة في هذا السياق على الإنطباعات الحسية الخارجيةو الداخلية كما تعيشها الذات . و من أبرز ممثلي هذا الإتجاه:جون لوك,دافيد هيوم,(...)

الفلسفةالعقلانية:هي كل فلسفة تؤكد على أهمية العقل في معرفة الواقع و في توجيه الأفعال الإنسانية. و يمكن تعريفها ,في المقابل الفلسفة التجريبية,على أنها فلسفة تعتبرأن كل معرفة تستلزم مبادئ كونية غير مستقاة من الواقع الحسي.و من أبرز ممثلي هذا الإتجاه:ديكارت,ليبنز,...

الشخصانية:مذهب فلسفي أسسه الفيلسوف الفرنسي"إمانويل مونيي على المستوى السياسي تتعارض الشخصانية مع النزعة الفردانية,و مع النزعة الكليانة.فهذه الفلسفة تسعى إلى تجنب الخلط بين الشخص وبين الفرد,وكذا اختزاله في العقل .فكل شخص هو حرية مخرطة في العالم ومع الناس الآخرين,من أجل تجسيد قيم أبدية في وضعيات خاصة