الاثنين، 16 يونيو 2014

عبد الفتاح السيسي

مع قهوة الصباح


كان منظر الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي وهو يسابق مسؤولين مصريين آخرين في ماراثون الدراجات الهوائية مثيرا بالفعل، لأنها المرة الأولى التي نشاهد فيها «سباقا» يكون فيه التسابق على المرتبة الأولى محسوما منذ الانطلاقة ولا مجال لمنافسة الآخرين عليها.
«ماراثون الطاقة»، الذي أراد من خلاله السيسي أن يشجع المصريين على استعمال الدراجات الهوائية والمشي بدل استعمال السيارات بغاية الحد من استهلاك الطاقة، تذكرنا مشاهده، التي نقلتها وسائل الإعلام المصرية بكثير من الغبطة، بأفلام الدعاية التي كان ينتجها جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر، الذي ظل سنين يصور الزعيم النازي بأنه المنقذ لألمانيا والألمانيين ومخلص البلاد من أزماتها وعللها. بل هي لا تختلف كثيرا عن أفلام البروباغاندا، التي كانت تمجد عظمة الاتحاد السوفياتي وتصور شعوب الدول المنضوية تحت لوائه بأنها شعوب ترفل في الخير وتنعم بالرخاء، ولو أن الحقيقة كانت عكس ذلك تماما.
المحاولات التي يقوم بها من يحيطون بالسيسي من أجل تصويره بصورة المنقذ للبلاد ومخلصها مما يعيق تقدمها لن تفلح، في اعتقادنا، في محو حقيقة أن الرئيس جاء إلى كرسي الحكم عبر انقلاب عسكري على رئيس شرعي منتخب. وإلى أن يقتنع حواريو السيسي ومن يهمسون في أذنه بأنه يصعب تغيير قناعة ملايين المصريين بأن بلدهم تعيش أزمات قاتلة، وبأن الواقع أكبر من صور وشعارات، سيكون عليهم أن يبذلوا جهدا أكبر في التعامل مع واقع سياسي واجتماعي يصعب تغطية حقيقته بمشاهد رئيس يفوز بمارثون وهو محاط بعشرات «البودي غارد».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق